شهد حفل تتويج السينما ليلةً استثنائية عندما صعد الفنان أحمد السقا إلى خشبة المسرح ليتسلم جائزة أفضل ممثل سينمائي عن فيلم أحمد وأحمد. لم تكن لحظة عابرة، بل كانت مشهداً مفعماً بالصدق والإنسانية، إذ وقف الحاضرون يصفقون له خمس دقائق متواصلة، في مشهدٍ يعكس مكانة فنانٍ ارتبط اسمه بتاريخ السينما المصرية المعاصرة.
بعيون دامعة وصوتٍ مخنوق بالعاطفة، عبّر السقا عن امتنانه الكبير قائلاً: «أنا سعيد جداً أنني بين زملائي وأساتذتي، وبين كل من وقف بجانبي في أصعب أوقاتي. حينما شعرت أنني فقدت كل شيء وأدرت ظهري للحياة، وجدت في ظهري ثلاثة أشخاص: ياسين وحمزة ونادية السقا، فكان لابد أن أواصل المشوار من أجلهم».
لكن لحظة الوفاء لم تتوقف عند أسرته، فقد وجّه إهداءً خاصاً إلى صديق عمره الفنان هاني سلامة، كاشفاً عن مكالمة طويلة جمعتهما في الليلة السابقة، ليهدي إليه جائزته قائلاً: «بقولك اصحى يا هاني»، في رسالة عميقة عن الصداقة التي تتجاوز بريق الأضواء.
المشهد ازداد دفئاً حين وقف عدد من الفنانين دعماً للسقا، في مقدمتهم إسعاد يونس، أحمد سعد، نجلاء بدر، خالد زكي، دينا فؤاد، ودينا، ليؤكدوا أن قيم الوفاء لا تزال حاضرة في الوسط الفني، وأن السقا الذي اعتاد الظهور مع أسرته في الحفلات على مدار واحد وعشرين عاماً، لم يكن وحيداً هذه المرة رغم غيابهم.
لقد أثبت أحمد السقا في تلك اللحظة أن النجومية ليست فقط في الأدوار الكبيرة أو شباك التذاكر، بل في الإنسانية الحقيقية التي تسكن قلب الفنان وتجعله قريباً من جمهوره وزملائه. دموعه لم تكن ضعفاً، بل شهادة قوة لرجل صمد، وخاض رحلة طويلة مع السينما، وظلّ صادقاً مع نفسه ومع الآخرين.
وفي النهاية، يبقى السقا نموذجاً لفنانٍ يعرف أن الفن رسالة، وأن الإنسان لا يقاس بما يملك، بل بما يمنحه من حب ووفاء… حتى وهو يبكي على المسرح.
هل تحب أن أجعل المقال أقصر على شكل خبر صحفي بدل من مقالة أدبية مطولة؟
إرسال التعليق