جاري التحميل الآن

  الأنفتاح الفكري في بيئة منغلقة بقلم : ميساء الحياني

  الأنفتاح الفكري في بيئة منغلقة بقلم : ميساء الحياني

بقلم : ميساء الحياني
هناك، على رفوف الذكريات في طفولتي، تقف طفلتان، تحمل كلٌّ منهما ورقة.
كانت إحداهما تمسك الألوان، والأخرى تتوسّط بين أناملها الوسطى والسبابة والإبهام قلمَ رصاصٍ تعلوه محاية.
قد لا يرى العابرون في الطفلتين سوى مشهدٍ عاديٍّ يمرّون عليه دون اكتراث، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لهما؛ فقد كانت قصتَين انطلقتا منذ اللحظة التي فضّلت فيها إحداهما الألوان على القلم.

لماذا كانت الأولى تلوّن الأزهار، بينما الثانية تنسج الحروف، في مرحلةٍ عمريةٍ لا تعرف غير الألوان؟

يجب أن نُدرك أن فسيفساء الثقافة لا تتشكّل بتباعد المدن والحضارات فقط، بل تتجلّى في أدقّ تفاصيل الحياة.
فالأسرة الواحدة التي تنمو تحت سقفٍ واحد، يظهر فيها الاختلاف الفكري بين أفرادها بوضوح: فهناك من يعيش سطحيًا، وآخر تمتدّ ثقافته لتخترق بلادًا وحضارات.

من هنا ندرك أن الانفتاح الفكري لا يأتي إلا مقرونًا بالانفتاح البيئي؛ فهناك من ينفتح فكريًا في بيئةٍ يرزح فكرها تحت وطأة الجمود.
وهذا النوع من الانفتاح أشد فتكًا بصاحبه، فمهما تبيّن له النور وسط الليالي الحالكة، يبقى وهج السطحية أكثر تأثيرًا، وتتحوّل المعرفة إلى جحيم، والوعي إلى لعنة.

يتبع…..النص الأول

إرسال التعليق