جاري التحميل الآن

«المؤسس عثمان» يودّع بوراك أوزجيفيت ويرحب بـ«ميرت يازجي أوغلو».. فهل تنجح «نهضة أورهان»؟

«المؤسس عثمان» يودّع بوراك أوزجيفيت ويرحب بـ«ميرت يازجي أوغلو».. فهل تنجح «نهضة أورهان»؟

بعد ستة مواسم حافلة بالنجاحات، ودّع جمهور المسلسل التاريخي الشهير «المؤسس عثمان» بطله الأبرز، الممثل التركي بوراك أوزجيفيت، في خطوة مفاجئة أثارت موجة واسعة من الجدل والتساؤلات حول مصير العمل. وبقدر ما كان انسحاب بوراك صادماً لعشّاق السلسلة، جاء إعلان استمرارها بخط درامي جديد، وبطل جديد، ليزيد من الترقب ويشعل النقاشات بين المتابعين والنقّاد.

قفزة زمنية وولادة جديدة

لم يكن أمام صنّاع العمل سوى اتخاذ قرار جريء بتمديد عمر المسلسل عبر قفزة زمنية طويلة تنقل الأحداث من عهد «عثمان بن أرطغرل» إلى مرحلة جديدة عنوانها «السلطان أورهان»، ابنه وخليفته، وهو أحد أبرز سلاطين الدولة العثمانية في بداياتها.

وقد أعلن منتجو المسلسل رسميًا أن الممثل الشاب ميرت يازجي أوغلو سيتولى تجسيد شخصية «أورهان بك»، في بيان مختصر جاء فيه:
«إلى جمهورنا والرأي العام: فصلٌ جديد يبدأ. سيُجسّد ميرت يازجي أوغلو شخصية (أورخان بك)، (ابن عثمان بك). نتمنى له التوفيق والنجاح.. مرحبًا بك، ميرت يازجي أوغلو».

ورغم عدم تأكيد تغيير اسم المسلسل بعد، فإن تسريبات صحافية من داخل الوسط التركي رجّحت أن يُعرض الموسم الجديد تحت اسم «نهضة أورهان»، في إشارة إلى بداية مرحلة تاريخية مختلفة، تتطلب هوية فنية جديدة بالكامل.

انسحابات جماعية… وموسم بتغييرات جذرية

لم يقتصر التغيير على شخصية البطل وحده، بل رافقه انسحاب عدد من نجوم العمل، أبرزهم الممثلة أوزجي تورير، التي لعبت دور «بالا خاتون» لستة مواسم متواصلة، وكانت شخصية محورية في السرد الدرامي للعلاقة العاطفية والسياسية مع عثمان. كما تأكد غياب عدد آخر من الوجوه المألوفة في العمل، ما يؤكد أن المسلسل في طريقه إلى تجديد شامل في الكادر والسيناريو والهوية البصرية.

ميرت يازجي أوغلو.. أمل جديد أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

اختيار ميرت يازجي أوغلو أثار انقساماً واضحاً في آراء الجمهور. ففي حين عبّر كثيرون عن تفاؤلهم بنجوميته المتصاعدة، مستشهدين بحصوله على جائزة «الفراشة الذهبية» لأفضل ممثل عن دوره في «كوزال غونجولار»، إضافة إلى تتويجه بلقب «أكثر ممثل تركي شعبية» عام 2024، لم يخفِ آخرون تشككهم في قدرته على حمل مشروع ضخم بهذه المكانة، خصوصًا بعد الأداء الأيقوني لبوراك أوزجيفيت، وسبقه إنجين ألتان في «قيامة أرطغرل».

ويرى البعض أن ميرت يفتقر إلى «الكاريزما التاريخية» التي تحتاجها شخصيات مثل «أورهان»، بينما يؤمن آخرون أن الحكم المسبق ظالم، وذكّروا بأن نفس المخاوف طُرحت سابقًا حول أداء إنجين وبوراك، قبل أن يُثبتا جدارتهما ويحجزا مكانًا راسخًا في ذاكرة الدراما التركية والعربية.

ماذا عن إمري باي؟

تجدر الإشارة إلى أن شخصية «أورهان بن عثمان» كانت قد ظهرت سابقًا في المواسم الأخيرة، وقدمها الممثل إمري باي، الذي نال إعجابًا كبيرًا من الجمهور، ما دفع البعض إلى التساؤل عن سبب عدم اختياره للاستمرار. غير أن توجه المنتجين إلى ميرت يشير إلى رغبتهم بإعادة تشكيل كامل للشخصية بما يتناسب مع المرحلة القادمة من الأحداث، والتي يُفترض أن تتناول بدايات تأسيس الدولة العثمانية كقوة إقليمية.

خاتمة: اختبار حاسم لنجاح مسلسل تاريخي استثنائي

في النهاية، لا شك أن الموسم الجديد من «المؤسس عثمان» – سواء احتفظ باسمه أو حمل عنوان «نهضة أورهان» – سيكون أمام اختبار حاسم: إما أن يُثبت قدرته على الاستمرار وتقديم سرد ملحمي جديد، أو أن يُصاب بالوهن بعد فقدان نجومه الأبرز. ومهما كانت النتيجة، فإن ما تحقق خلال المواسم الستة الماضية من نجاح محلي ودولي، سيظل علامة فارقة في تاريخ الدراما التركية.

إرسال التعليق