جاري التحميل الآن

رملُ الذاكرة : بقلم الأديب عدنان الكناني

رملُ الذاكرة : بقلم الأديب عدنان الكناني

ردّدتُ لحنَكِ في أوتارِ ذاكِرتي
من بعدِ ما غوتِ الأشواق ماغَوَتِ
بينَ الدخانِ ونارِ الشوقِ أعزفُها
فما عَسَايَ، وفيها  الروحُ كم قَسَتِ
آنستُ ناراً، عساني أقتني قبَساً
منها، فلمّا دَنَتْ روحي لها خَبَتِ
أحبو خـيالاً الى أرضٍ بلا زمَنٍ
على يديكِ فذاكَ  العمرُ كان فَتي
ما جِئتِ يوماً ككلّ الناسِ في ولهٍ
بل جئتِني في الذُّرى روحاً تَخَلَّقتِ
ترتيلُكِ الماءُ في قلبي اذا عطِشت
كلُّ الحواسِّ، من الأشواقِ ما رَوَتِ
صحراءُ روحي على واحاتكِ ارتحلَت
عطشى  وما وَردَت  الا لِساقيَتي
تمشينَ في جرحيَ المكنونِ ناعمةً
كمديةٍ غِمدُها في جيبِ خاصِرتي
ما كنتُ أعلمُ أن الشوقَ مذ ذُكرت
فيهِ الغوايةُ… حتّى فيكِ أرِّقَـتِ
رأيتُكِ الحُلمَ في عيني، فلم أرَني
إلا بوجهِكِ… ما أقساكِ سيّدتي
خالَفتِني النحوَ والإعرابَ لاحنةً
أضناكِ أن تتبعي الموصوفَ يا صِفَتي؟
أتلو على اسمكِ آياتِ الدّعا ولهًا
نقشًا على زَرَدٍ في خيطِ مِسبَحتي
ضُمّي حروفَكِ، فيها الوجدُ كفّرني
ما مرَّ فرضٌ إذا ما فيهِ رُتِّلَتِ
كأنّها قِبلةُ الأشواقِ أنشدُها
فكلّما سجدَ الإحساسُ قُبِّلَتِ
فاهدِي النسيمَ إلى صدري إذا عطِشت
روحي، لِتَسقي روضَ أخيلتي
فكلّما صَمتت روحي، تُهدهدُني
إلى هواكِ، وفي صمتي تَكَلَّمَتِ
وفي الخيالِ، إذا ما البُعدُ أنهكَها
تشتاقُ روحي كروحٍ منكِ خُلِقَتِ
كلُّ القصائدِ ترجو قربَكِ فرحًا
حتى إذا فارَقَتْ ألحاظُكِ بَكَتِ
أرهقتِ جفني، فمن عينيكِ أرشفُها
حتى ارتوى اللحنُ في سرٍّ بهِ غَفَتِ
لا تسألي كيفَ قلبي صارَ مضجعَكِ
يكفيهِ كَفّي إذا في كفِّكِ الْتَقَتْ
ما ضَرّني إن نسيتُ الأرضَ قاطبةً
ما دُمتِ أنتِ بها روحًا تَعَلَّقَتِ
يا من هواكِ بأضلاعي يُصَلِّبُني
وتستبيحينَ جذوري أينما نَمَتِ
فكلّما مِلتُ في دربي إلى أجلي
عدتُ إليكِ، وفي الأكتافِ مِشْنَقَتي
تمشينَ في كبِدي نارًا مؤجّلةً
وفي يديكِ وقودٌ شبَّ مِحْرَقَتي
وسادتي همسُها الأنفاسُ إذ رقدت
والشوقُ في أضلعي نارٌ تَوَقَّدَتِ
أنتِ الغيومُ، وفي أنفاسهِ مَطرٌ
والروحُ عطشى إذا الأيامُ أَجْدَبَتِ
مَيتٌ أنا فاذكريني مثلَ ملحمةٍ
في الأرض ماتت وفي الأسفارِ خُلِّدَتِ

إرسال التعليق